يتم إعداد المعلم لجميع المراحل في معاهد إعداد المعلمين، أو في الجامعات اليابانيه، وتشرف الوزارة علي إعداد المناهج اللازمة لذلك، وتوافق عليها. ويمنح الطالب المتخرج من هذه المعاهد شهادات من فئتين:
الفئة الأولي: معلم المرحلة الثانوية العليا، بعد تخرجه من الجامعة وحصوله علي درجة الماجستير، ويمنح شهادة صلاحية للتدريس .
الفئة الثانية: معلم المراحل الأخرى، بعد تخرجه من الجامعة ( 4 سنوات) وحصوله علي شهادة الصلاحية بعد ستة شهور.ويوجد – ضمن هذه الفئة الثانية – معلم رياض الأطفال والمدارس الابتدائية والثانوية الدنيا (المتوسطة)، ويدرس عامين بعد الانتهاء من الدراسة في المرحلة الثانوية العليا، ويحصل علي شهادة الصلاحية بعد ستة شهور من تخرجه واشتغاله بمهنة التدريس. ويشمل منهج إعداد المعلم علوما تربوية (بنسبة 10 %)، وعلومًا تخصصية ( بنسبة 90 %)، وذلك بالنسبة لإعداد معلم المرحلة الثانوية العليا.
أما منهج إعداد المعلم في المستويات الأقل، فهي 30 % للعلوم التربوية، و 70% للمواد التخصصية. وتنظم الجامعات دورات تدريبية للمعلمين أثناء الخدمة، ويهدف هذا التدريب إلي المحافظة علي مستويات محددة للمعلمين، كما يهدف إلي الأداء المتطور، علما بأن نتيجة هذا التدريب تدخل في عملية ترقية المعلمين
ويضم اتحاد المعلمين اليابانى حوالي 55 % من المعلمين في اليابان، حسب إحصاء عام 1977 ، بينما كان يضم حوالي 86 % عام 1958 ، كما أن هناك حوالي 25 % من المعلمين ليسوا أعضاء في أي اتحاد، علي الرغم من أن اتحادات المعلمين ساعدتهم كثيرًا في التغلب علي مشكلاتهم الاقتصادية، ورفع مكانتهم الاجتماعية، بعد خروجهم من تحت مظلة طبقة الساموراي (المحاربين)، حيث كان معظمهم يعملون في مهنة التدريس، فأضافوا إلي مهنة التدريس مكانة عالية، بسبب تمتع هذه الطبقة بوضع اجتماعي متميز في اليابان. ومن الجدير بالذكر أن التعليم المستمر في أثناء الخدمة يعكس التزام اليابان الثقافي نحو تحسين الذات. وفي استطلاع للرأي بين المعلمين أعرب غالبيتهم عن عدم رضاهم عن تدريب المعلم وإعداده قبل الخدمة. وامتدت حالة عدم الرضا هذه إلي مجلس إدارات التعليم الإقليمية والبلدية ووزارة التعليم. لذلك طالبت وزارة التعليم والثقافة بأن يتلقى المعلمون الجدد في السنة الأولي من خدمتهم عشرين يوما علي الأقل تدريبا خلال السنة الأولي.وبناء علي تعليمات وزارة التربية ومجالس التعليم الإقليمية والبلدية، يقدم تدريب في أثناء الخدمة لمعلمي المدارس العامة بكافة مستوياتهم، وعلي مراحل متنوعة، ويتخذ التدريب في أثناء الخدمة خمسة أشكال:
– تدريب داخل المدرسة: حيث تقدم تدريبات دورية في المدارس علي أيدي خبراء واختصاصي المناهج والموجهين وأثناء التدريب يقوم المعلمون المتدربون بالتدريس لفصول من الطلاب أمام زملاء المهنة، وبحضور الخبير والمدرب .
– تدريب غير رسمي: يقوم به المعلمون أنفسهم في مجموعات دراسية، علي نطاق الإقليم والحي، وفي هذا التدريب يعمل المعلمون مع بعضهم لتحسين مهاراتهم وزيادة خبراتهم، ويحدث هذا خلال المقالات الأسبوعية، ، كما أن المعلمين علي اتصال مستمر ببعضهم في حجرة المعلمين يوميا .
– تدريب يقدم في مركز التعليم المحلي: حيث تقدم برامج تدريبية متنوعة تغطي مختلف التخصصات والاحتياجات، مثل إدارة الصف، وإرشاد الطلاب، وتكنولوجيا التعليم، وإدارة المدرسة وأصول التربية الخ..
– تدريب تقدمه وزارة التعليم في مركز التدريب القومي إلي معلمي المدارس، ويدعي للحديث فيه نخبة مختارة من أساتذة الجامعات، والقضاة وكبار رجال الصناعة .
– تدريب مدته سنتان يقدم سنويا لبضع مئات من المعلمين المتميزون علي مستوي اليابان ككل، في ثلاثة معاهد متخصصة لهذا الغرض. علاوة علي ذلك، تتاح فرص عديدة للمعلمين لصقل مهاراتهم، والمعلمون الذين يسعون إلي تطوير مهاراتهم عبر هذا التدريب يتم اختيارهم غالبا لشغل وظائف إدارية أو قيادية في المدرسة الثانوية الدنيا. وجدير بالذكر أن المؤسسات الجامعية وغير الجامعية تتنافس علي تقديم برامج التدريب والمساعدات المالية والمنح الدراسية للرقي بمستوي المعلمين الأكاديمي والثقافي والمهني، قبل الخدمة وفي أثناءها، كما أن التنظيمات السياسية والاجتماعية للمعلمين لها دور ملحوظ في توجيه سياسات التدريب وبرامجه، كما أن المعلمين أنفسهم كأفراد ومجموعات، ومن خلال تنظيماتهم المدرسية، يلعبون أدوارا مهمة في الرقي بمهنتهم ومستوياتهم الأكاديمية والثقافة. ومما هو واضح أن النمو الاقتصادي الهائل في ثمانينات القرن العشرين قد ساعد علي تنفيذ كثير من الإصلاحات التربوية داخل المدرسة، واستخدام تكنولوجيا التعليم بها. وتشير تقارير وزارة التربية اليابانية إلي أنه في عام 1980 ، كان في كل مدرسة يا بانية – بلا استثناء تقريبا – آلة لعرض الأفلام، وسجلات صوتية، وأجهزة تليفزيونية، كما أن هناك استخداما متزايدا لأجهزة الفيديو (هوايت، 1991 ).إن أهم تطور حدث في التربية اليابانية، هو أن هذه التربية صارت تقوم علي المبادرة الحرة لدي الأفراد، فصار المتعلم يربي ليكون “كل واحد منهم فردا بنفسه، وليس فقط فردا متعاونا مع مجموعة، فقد كان نموذج العمل في مجموعات متجانسة متوافقة مهما، حتى يمكن لليابان أن تلحق بالدول المتقدمةوصار النظام التعليمي مسئولا عن توفير “أفراد متميزين مبدعين، قادرين علي العمل في مجموعات ليست بالضرورة متجانسة – علي حد تعبير هيروشي كيدا .